[b] بسم الله الرحمن الرحيم
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعدوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا ومن يهده الله فلا مضل له ومن ضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمداً عبده ورسوله .
اما بعد :
فان الموت حقيقه لاريب فيها وهومصير كل حي وفما من ذكر وانثى, غني او فقير ,كبير او صغير, عظيم او حقير , الاسيواجه هذا المصير , وهو الانتقال من حياه الى اخرى , ومن حال الدنيا الى حال الآخره , فالدنيا دار العمل , والاخرة دار الجزاء , فالمؤمن يحب الحياة لأنه يجتهد في الانتفاع بالدنيا وليلاقي ثواب عمله في الاخرة , والكافر يحب الحياة لانه يستمتع بأنواع الملذات والشهوات في الدنيا وحتى اذا جاء في الاخره ولم يكن له نصيب ... وشتان بين الحبين , فالأول يعمل للنعيم الدائم الذي لا ينقطع , والثاني انما يتنعم أياماً معدوده ليزول عنه هذا النعيم زوالاً أبدياً بل ويخلفه نقيضه اضعافاً مضاعفه من العذاب الأبدي , لذلكك فان الكافر يحرص حرصاً شديداً على الحياه , ويفزع من الموت ومن ذكره ,ويتمنى لو يبقى في الدنيا مابقيت , ولو يبقى فيها آلاف السنين , وليبقى في نعيمه ومتاعه الدنيوي, هذا على مافيه من نكد وكدر , وتعب وشقاء .
يقول الله تعال في وصف حال اليهود: { قل ان كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت انك كنتم صادقين (94)ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين (95)ولتجدنهم احرص الناس على حياة ومن الذين اشركوا يود احدهم لو يعمر الف سنه وما هو بمزحزحه من الغذاب أن يعمر والله بصير بما يعملون(96)} (البقرة :94-96 ).
فالموت أكره مايكون عليهم , وقد تحداهم الله أن يتمنوه , مع زعمهم أنهم أولياء لله فقال في سوره الجمعه:{قل يا أيها الذين هادوا إن زعمتم أنكمك أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين(6)ولا يتمنوه أبدا بما قدمت ايديهم والله عليم بالظالمين (7)قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون(8 )} (الجمعه:6-8 ),